Admin Admin
عدد الرسائل : 147 العمر : 31 المزاج : جيد دائما الاوسمة : تاريخ التسجيل : 14/10/2007
| موضوع: الكتب السماوية الأحد أكتوبر 19, 2008 5:07 am | |
| الكتب السماوية هي الكتب التي انزلها الله على أنبيائه ورسله، قال الله تعالى : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }[النساء : 163]
والكتب كما وردت في القرآن هي: أولاً : الصحف ( صحف إبراهيم و موسى ) : و لا يوجد لهذه الصحف أي مرجع سوى القرآن الكريم؛ قال تعالى :{ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }[الأعلى : 19] ثانياً : الزبور ، قال تعالى : {.. وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء : 163] . ثالثاً : التوراة : التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام والتوراة كتاب عظيم اشتمل على النور والهداية كما قال تعالى : [إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ](المائدة: 44). وقال تعالى : [ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ] (الأنعام: 154). وكثيراً ما يقرن الله عز وجل في القرآن بين التوراة والقرآن؛ وذلك لأنهما أفضل كتابين أنزلهما الله على خلقه. هذه باختصار هي حقيقة التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام . التوراة الموجودة اليوم : أما التوراة الموجودة اليوم فهي ما يطلق على الشريعة المكتوبة، كما يطلق لفظ (التلمود) على الشريعة الشفهية. والتوراة الموجودة اليوم تشتمل على خمسة أسفار وهي: 1 - سفر التكوين: ويتحدث هذا السفر عن خلق العالم، وظهور الإنسان، وطوفان نوح، وولادة إبراهيم إلى موت يوسف عليه الصلاة والسلام . 2 - سفر الخروج: ويتحدث عن حياة بني إسرائيل في مصر، منذ أيام يعقوب إلى خروجهم إلى أرض كنعان مع موسى ويوشع بن نون. 3 - سفر اللاويين: نسبة إلى لاوي بن يعقوب، وفي هذا السفر حديث عن الطهارة، والنجاسة، وتقديم الذبائح، والنذر، وتعظيم هارون وبنيه. 4 - سفر العدد: يحصي قبائل بني إسرائيل منذ يعقوب، وأفرادَهم ومواشيهم. 5 - سفر التثنية: وفيه أحكام، وعبادات، وسياسة، واجتماع، واقتصاد، وثلاثة خطابات لموسى عليه السلام . هذه هي التوراة الموجودة اليوم، وكل عاقل منصف فضلاً عن المسلم المؤمن يعلم براءة التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام مما هو موجود في التوراة اليوم، وذلك لأمور عديدة منها: 1 ما حصل للتوراة من الضياع والنسخ والتحريف والتدمير، فلقد حُرِّف فيها، وبُدِّل، وضاعت، وتعرضت لسبع تدميرات، منذ عهد سليمان عليه السلام (945) قبل الميلاد إلى أن حصل التدمير السابع عام 613م مما يدل على ضياعها وانقطاع سندها. 2 ما تشتمل عليه من عقائد باطلة لا تمت إلى ما جاء به المرسلون بأدنى صلة. 3 اشتمالها على تنقص الرب جل وعلا وتشبيهه بالمخلوقين، ومن ذلك قولهم: إن الله تصارع مع يعقوب ليلة كاملة فصرعه يعقوب. ومن ذلك قولهم: إن الله ندم على خلق البشر لما رأى من معاصيهم، وأنه بكى حتى رمد فعادته الملائكة. تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً. 4 اشتمالها على سب الأنبياء والطعن فيهم، ومن ذلك قولهم: إن نبي الله هارون صنع عجلاً، وعبده مع بني إسرائيل . وقولهم: إن لوطاً شرب خمراً حتى سكر، ثم قام على ابنتيه فزنى بهما الواحدة تلو الأخرى. وقولهم: إن سليمان عليه السلام ارتد في آخر عمره، وعَبَدَ الأصنام، وبنى لها المعابد، إلى غير ذلك من الأكاذيب . 5 اشتمالها على المغالطات والمستحيلات والمتناقضات.
رابعاً: الإنجيل : هو الكتاب العظيم الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام متمماً للتوراة، ومؤيداً لها، وموافقاً لها في أكثر الأمور الشرعية، يهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق من الباطل، ويدعو إلى عبادة الله وحده دون من سواه. هذا هو الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام . وبعد موت عيسى عليه السلام دخل التحريف الإنجيل فَغُيِّر فيه، وبدِّل، وزيد فيه، ونقص. الإنجيل بعد عيسى عليه السلام : الكتاب المقدس لدى النصارى يشمل التوراة والأناجيل، ورسائل الرسل. وتسمى التوراة العهد القديم، وتسمى الأناجيل، ورسائل الرسل العهد الجديد. فالعهد الجديد إذاً هو الذي يشتمل على أناجيلهم، والأناجيل المعتبرة عند النصارى أربعة هي: 1- إنجيل يوحنَّا. 2- إنجيل مرقُس. 3- إنجيل مَتَّى. 4- إنجيل لُوقا. وهناك أناجيل أخرى مثل إنجيل برنابا، وأناجيل أخرى أهملت. هذا وقد بيَّن كثير من العلماء المسلمين قديماً وحديثاً ومن علماء النصارى الذين دخلوا في الإسلام، أو المتحررين منهم من ربقة التقليد عدم صحة هذه الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى، ووجهوا إليها انتقادات كثيرة، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، وابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى. ومن العلماء المحدثين الشيخ رحمة الله الهندي رحمه الله تعالى في كتابه: إظهار الحق، والشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى في كتابه: محاضرات في النصرانية، ومن علماء النصارى الذين أسلموا إبراهيم خليل أحمد كما في كتابه: محاضرات في مقارنة الأديان. وفيما يلي إجمال لبعض الأمور التي تبين بطلان الأناجيل الموجودة بأيدي النصارى اليوم وعدم صحتها: 1 - أن هذه الأناجيل التي بأيدي النصارى لم يُمْلِها عيسى- عليه السلام - ولم تنزل عليه وحياً، ولكنها كتبت بعده. 2 - ما وقع في الأناجيل من تلاعب النساخ، وتبديلهم وتحريفهم. 3- اشتمالها على المتناقضات، والاختلافات، وقد أحصى الشيخ رحمة الله الهندي- في آخر كتابه إظهار الحق- أكثر من مائة اختلاف بين هذه الأناجيل. 4- انقطاع السند في نسبتها لكتابها. 5- اشتمالها على تنقص الرب- جل وعلا- وعلى نسبة القبائح للأنبياء- عليهم السلام- . 6- اشتمالها على العقائد الباطلة المخالفة للنقل والعقل. 7- تعارضها مع الحقائق العلمية، كما أثبت ذلك عدد من العلماء؛ منهم موريس بوكاي وقد مر معنا ذلك قريباً. 8- زد على ذلك أن تلك الأناجيل- وبغض النظر عن كونها محرفة- تخلو من أي تصور محدد لنظام سياسي، أو اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي.
خامساً : القرآن الكريم : القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، تكلّم به ربنا على الحقيقة وأنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وحيًا، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله .
وقد سَمّى الله القرآن ( كلام الله ) فقال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) [التوبة : 6]. وأخبر سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن ، وأنه نزّله تنْزِيلا ، فمن ذلك قوله تعالى : ( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) [الإسراء : 106].
والقرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية وهو خاتمها، وهو أطولها، وأشملها، وهو الحاكم عليها. قال الله تعالى : [وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] (المائدة: 48). وقال تعالى : [وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (يونس: 37). وقال: [مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] (يوسف: 111). قال أهل التفسير في قوله تعالى [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ]: مهيمناً وشاهداً على ما قبله من الكتب، ومصدقاً لها؛ يعني يصدق ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف، وتبديل، وتغيير، ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير. ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى : [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ](القصص:52 ، 53 ). فالقرآن هو رسالة الله لجميع الخلق، وقد تكفل سبحانه [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (الحجر: 9). ولا يقبل الله من أحد ديناً إلا ما جاء في هذا القرآن العظيم. قال الشيخ ابن سعدي- رحمه الله- في قوله تعالى : [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] : أي مشتملاً على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الإلهية، والأخلاق النفسية؛ فهو الكتاب الذي يتبع كل حق جاءت به الكتب، فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه. وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل، وإلا لو كان من عند الله لم يخالفه .
ويطلق القرآن الكريم على هذه الكتب لفظ الزبور كما ورد ذلك في القرآن: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 كما يسمي أحدها زبور {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163
| |
|